ما حكم الصلاة خلف من يعتقد هذه الامور ؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
- ما حكم الصلاة خلف من يعتقد أن الدعاء الى الرسول أو الأولياء أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسموع مستجاب ؟؟ حيث إن غالب الناس في باكستان يدعون الرسول أو عليا أو غيرهم لجلب النفع ودفع الضر .
- ما حكم من يعتقد بحياة الرسول والأولياء والمشايخ ؟؟ أو يعتقد أن أرواح المشايخ حاضرة تعلم ؟؟
- ما حكم من يعتقد أن الرسول نور وينفي عنه صفة البشرية ؟؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خير .
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
كل ما ذكرته من الشرك أو الكفر فمن يعتقد أن رسول الله ليس من البشر وأنه نور أو أنه يجيب الداعي أو أنه يتوسل به أو بالمشايخ كل ذلك من الشرك فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع أصلا مباشرة من الناس وإن كان هو حيا في قبره فقد قال صلى الله عليه وسلم الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون 0) وأما غيرهم فلا ، ومع ذلك لا يسمع إلا بواسطة قال صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام 0)0
قال صلى الله عليه وسلم :الدعاء هو العبادة)فأينما توجهت كانت عبادة لمن توجهت إليه من أجل ذلك قال الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ، وقال تعالى: {فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ}
بل وورد الأمر الصريح فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)0
فأولى التوسل التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالعمل الصالح كما في أصحاب الغار الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم لما سد عليهم الغار ذكروا أرجى أعمالهم ففرج الله عنهم ، وغير ذلك من التوسل المشروع أما ما يفعه عوام الناس من أنواع من التوسل الغير مشروع التي منها ما يبلغ حدّ البدعة ومنها ما يبلغ حد الشرك - ظناً منهم أنهم يتقربون إلى الله سبحانه بها ، فهومن البدع ، مثل التوجه بالدعاء من الميت ، كمن يأتي إلى شيخ مقبور لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ويطلب منه أن يدعو الله له بأمر كشفاء مريضه أو كشف كربته . والدليل على بدعية هذا التوسل انتفاء الدليل على جوازه ، والعبادة إنما تكون بالإتباع لا بالابتداع ، ويدل أيضا على بدعية هذا النوع من التوسل : أن الصحابة وهم الأكثر علما والأشد اقتداء بسيد الخلق لم يفعلوا ذلك ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، حتى إن عمر رضي الله عنه عندما حصل قحط بالمدينة قدَّم العباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو الله بالسقيا ، ولم يطلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم في قبره ، لِمَا يعلم من عدم جواز ذلك .
ومن أنواع التوسل التي ابتدعها الناس وهي شرك بالله عز وجل طلب كشف الكربات وقضاء الحاجات من الأموات ، أياً كان ذلك الميت رجلاً صالحاً أو نبياً مرسلاً ، ذلك أن الدعاء هو العبادة ، والعبادة لا تصرف إلا للخالق الرازق سبحانه ، فدعاء غير الله شرك ومذلة . قال تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } وقال أيضاً : { وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ } (يونس:106)
ومع ذلك كله لا نكفر أحدا بعينه ممن يعتقد ذلك إلا بعد إقامة الحجة وإنتفاء العذر لهم ومن لا تكفره يجوز لك الصلاة خلفه ،والأولى أن تبحث عن من وافق الحق والسنة لكي تصلي خلفه والله أعلم